ذم التوسل
...
ذم التسوُّل
أمر الدين الإسلامي أفراده بالترفع عن مواضع الابتذال والإهانة، وحرص على حفظ كرامتهم من كل ما يخدشها، وفي شهر رمضان، تبرز على الساحة ظاهرة ممقوتة، وعادة مذمومة تتجلى في هذا الشهر أكثر من غيره، إنها ظاهرة التسول التي يعتبرها بعض من يمارسها حرفة ومهنة مربحة، تدر عليه دخلا كبيرا، لا سيما وأنه شهر يوقّت فيه أكثر أصحاب الأموال، ويعقدون إلى إخراج زكاة أموالهم فيه، رجاء مضاعفة الأجر والثواب.
إن التسوُّل ظاهرة غير حضارية، لها آثار سلبية، ونتائج عكسية على المجتمع، حيث تُظهر المجتمع وكأنه مجتمع عجزة ومتسوِّلين، تظهر فيه البطالة ويخيم عليه الكسل.
لقد حث الدين الإسلامي أفراده على العمل والكد والتعب، لتحصيل العيش والكسب وبين أن كسب اليد خير ما يكتسب، وقد تربى الصحابة رضي الله عنهم على ذلك، لأنهم عرفوا الآثار السيئة للمسألة، والتكفف، وإهانة الإنسان نفسه أمام الآخرين يستجديهم ويطلبهم، ويريق ماء وجهه أمامهم، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا تزال المسألة بأحدكم، حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم" متفق عليه، ثم هو عليه الصلاة والسلام يحذر كل مسلم، أن يجعل التسول وسيلة لتكثير ماله، ويطلب الناس دون حاجة، فيقول: "من سأل الناس تكثرا فإنما سأل جمرا، فليستقل أو ليستكثر" رواه مسلم، وقال