نام کتاب : رسائل ابن حزم نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 304
أراك إذا حاولت دنياك ساعياً ... على أنها باد إليك ازورارها
وفي طاعة الرحمن يقعدك الونى ... وتبدي أناة لا يصح اعتذارها
تحاذر أحزاناً ستفنى وتنقضي ... وتنسى التي فرض عليك حذارها
كأني أرى منك التبرم ظاهراً ... مبيناً إذا الأقدار حل اضطرارها
هناك يقول المرء من لي بأعصر ... مضت كان ملكاً في يدي خيارها
تنبه ليوم قد أظلك ورده ... عصيب يوافي النفس فيه احتضارها
تبرأ فيه منك كل مخالط ... وآن من الآمال فيه انهيارها
فأودعت في ظلماء ضنك مقرها ... يلوح عليها للعيون اغبرارها
تنادى فلا تدري المنادي مفرداً ... وقد حط عن وجه الحياة خمارها
تنادى إلى يوم شديد مفزع ... وساعة حشر ليس يخفى اشتهارها
إذا حشرت فيه الوحوش وجمعت ... [1] صحائفنا وانثال فينا انتشارها
(2) وزينت الجنات فيه وأزلفت ... واذكي من نار الجحيم استعارها
وكورت الشمس المنيرة [3] بالضحى ... [4] وأسرع من زهر النجوم انكدارها
لقد جل أمر كان منه انتظامها ... وقد حل أمر كان منه انتثارها
وسيرت الأجبال والأرض [5] بدلت ... [6] وقد عطلت من مالكيها عشارها
فإما لدار ليس يفنى نعيمها ... وإما لدار لا يفك إسارها
بحضرة جبار رفيق معاقب ... فتحصى المعاصي كبرها وصغارها
ويندم يوم البعث جاني صغارها ... وتهلك أهليها هناك كبارها
ستغبط أجساد وتحيا نفوسها ... إذا ما استوى إسرارها وجهارها
إذا حفهم عفو الإله وفضله ... وأسكنهم داراً حلالاً عقارها [1] مشير إلى الآية الكريمة (وإذا الصحف نشرت) التكوير: 10؛ وفي بعض الطبعات: انتثارها؛ وقافية " انتثارها " ستأتي بعد بيتين.
(2) وإذا الجنة أزلفت (التكوير: 13) . [3] إذا الشمس كورت (التكوير: 1) . [4] وإذا النجوم انكدرت (التكوير: 2) . [5] وإذا الجبال سيرت (التكوير: 3) . [6] وإذا العشار عطلت (التكوير: 4) .
نام کتاب : رسائل ابن حزم نویسنده : ابن حزم جلد : 1 صفحه : 304