نام کتاب : دفع إيهام تعارض أحاديث الأحكام في كتاب الطهارة نویسنده : رقية المحارب جلد : 1 صفحه : 153
وكذا حرص الإسلام على احترام مشاعر الآخرين، فشرع لهم عدم إيذاء المسلمين في أماكن تجمعهم لأداء مشاعر دينهم، فنهى المسلم عن أكل البصل لدخول المسجد، وأمر بأخذ الزينة عند كل مسجد.
ومما شرعه الإسلام الغسل لصلاة الجمعة، وذلك لما فيه من اجتماع المسلمين ولقائهم في هذا اليوم العظيم.
ولكن اختلف العلماء في حكم غسل الجمعة بين الوجوب والاستحباب، فذهب قوم إلى الوجوب واستدلوا بأحاديث، وذهب آخرون إلى الاستحباب واستدلوا بأحاديث أخرى.
ومما استدل به أصحاب الإيجاب حديث أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم".
ومما استدل به أصحاب الاستحباب حديث سمرة بن جندب مرفوعاً: " من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فهو أفضل".
فهذه الأحاديث يوهم ظاهرها التعارض.
ذكر ما استدل به الموجبون لغسل الجمعة:
عن أبي سعيد الخدري عن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ" [1] .
ذكر ما استدل به المستحبون لغسل الجمعة:
عن سمرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَتْ وَمَنِ اغْتَسَلَ فَهُوَ أَفْضَلُ " [2] .
وجه التعارض:
إن من يقرأ حديث أبي سعيد يجد أنه يصرح بوجوب الغسل يوم الجمعة على كل محتلم. [1] أخرجه البخاري (2/344،356، 381،،5/276) ، ومسلم (6/132) ، وأبو داود (1/94) ، والنسائي (3/93) ، وابن ماجة (1/246) ، والدارمي (1/361) ، ومالك (1/94) . [2] أخرجه أبو داود (1/97) ، والترمذي (2/396) وقال: حديث حسن، والنسائي (3/94) ، وابن خزيمة (3/128) ، وأحمد (5/8، 11، 15، 16، 22) ، والدارمي (1/362) ، وحسنه النووي في شرح مسلم (6/133) ، وحسنه الألباني (مشكاة المصابيح 1/118) و (هامش صحيح ابن خزيمة3/128) ، قلت: وهو حديث حسن لغيره.
نام کتاب : دفع إيهام تعارض أحاديث الأحكام في كتاب الطهارة نویسنده : رقية المحارب جلد : 1 صفحه : 153