ومن الأدلة على جهوده في هذا الباب ما بذله في ولاية الحسبة وهي ولاية شرعية اهتم بها الملك عبد العزيز اهتماماً ملحوظاً وأولاها عناية خاصة وإن كانت أخص من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكنها باب من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واسع ومهم.
وقد عني بهذا المسلمون في مختلف العصور لأهميتها. وكان الملك عبد العزيز أول مَنْ أسَّس هيئة رسمية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمكَّة المكرمة بعد فتح الحجاز سنة (1344هـ) [1] تتولى أمر الاحتساب في المملكة العربية السعودية، وكان تسميتها بـ (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) تسمية طبيعية حيث تسعى هذه الهيئة إلى إقامة صرح هذه الولاية الدينية المهمة (ولاية الحسبة) . وقد جاء في قرار إنشائها أنَّ أهدافها هي الأهداف الخمسة الآتية:
1 - تتبع المعاملات والعادات، فما وافق الشرع منها تقره، وما خالفه تزيله.
2 - منع البذاءة اللسانية التي تعودها السوقة.
3 - حث الناس على أداء الصلوات الخمس جماعة.
4 - مراقبة المساجد من جهة أئمتها ومؤذنيها ومواظبتهم، وحضور الناس بها، وغير ذلك من دواعي الإصلاح.
5 - أن تتخذ في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جميع الوسائل الموصلة إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وإذا أعياها أمر من الأمور رفعت مذكرة إلى ولي الأمر لإجراء اللازم"[2]. [1] الدعوة في عهد الملك عبد العزيز 1/315 [2] لمحات من الإصلاحات الدينية والاجتماعية في عهد صقر الجزيرة، بحث ودراسة تاريخية من إعداد إبراهيم محمد سرسيق 1407هـ، والدعوة في عهد الملك عبد العزيز 1/329-330