تقسيمات وضوابط في الحياء
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فقد مر حديثٌ حولَ الحياء، وأثرِ الصيام في اكتسابه، والتحلي به، والحديثُ هاهنا إكمالٌ لما مضى؛ حيث سيتناول بعض التقسيمات والضوابط في الحياء.
معاشرَ الصائمين: قَسَّم بعض العلماءِ الحياءَ إلى ثلاثةِ أقسام وبعضُهم إلى أكثر من ذلك.
قال الماوردي -رحمه الله-: "واعلم أن الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه:
أحدها: حياؤه من الله -تعالى- ويكون بامتثال أوامره، والكف عن زواجره.
والثاني: حياؤه من الناس، ويكون بكف الأذى، وترك المجاهرة بالقبيح.
والثالث: حياؤه من نفسه، ويكون بالعفة، وصيانة الخلوات".
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "وقد قُسِّمَ الحياءُ على عشرة: حياءُ جناية، وحياءُ تقصيرٍ، وحياءُ إجلالٍ، وحياءُ كرمٍ، وحياءُ حشمةٍ، وحياءُ استصغارٍ للنفس، واحتقارٍ لها، وحياءُ محبةٍ، وحياءُ عبوديةٍ، وحياءُ شرفٍ وعزٍّ، وحياءُ المستحيي من نفسه.
فأما حياءُ الجناية، فمنه حياءُ آدمَ -عليه السلام- لما فر هاربًا من الجنة، فقال الله -تعالى -: "أفرارًا مني يا آدم؟
قال: لا يا رب، بل حياءً منك".