روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» .
قال ابن حجر -رحمه الله- قوله: "إيمانًا": أي تصديقًا بوعد الله بالثواب عليه، و"احتسابًا": أي طلبًا للأجر، لا لقصد آخر من رياء ونحوه" اهـ.
وفي البخاري -أيضًا-من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- قال: «والذي نفسي بيده لَخُلوف فمِ الصائمِ أطيبُ عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه، وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها» .
قال ابن حجر -رحمه الله- في شرح الحديث: قوله: «يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» هكذا وقع هنا، ووقع في الموطأ «وإنما يذر شهوته» إلخ ... ولم يصرح بنسبته إلى الله، للعلم به، وعدم الإشكال فيه".
وقال -رحمه الله-: "وقد يفهم من صيغة الحصر في قوله: "إنما يذر" إلخ ... التنبيه على الجهة التي بها يستحق الصائم ذلك، وهو الإخلاص الخاصُّ به، حتى لو كان ترك المذكورات لغرض آخر كالتُّخمة لا يحصل للصائم الفضلُ المذكور" اهـ.