المبحث السابع: مصافحة المريض ومَن به عاهة
من البديهي: أنّ مصافحة المريض مَرَضاً غيرَ مُعْدٍ باقيةٌ على الأصل المقرَّر في حُكم المصافحة, وهو: كونها سُنّة؛ بل إنّها آكَد في السُّنِّيّة لِما تَحملُه من مُواساةٍ ومؤازرة لذلك المريض، وبثِّ روح الطّمْأنة في نفسه، مع تقوية أواصر الأُلفة والإخاء والتواصل بين المسلمين، لأنّ الواضحَ أنّ زيارة المريض - فضلاً عن أنّها مطلوبة شرعاً، عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: "أطعِموا الجائعَ، وعُودوا المريض، وفُكُّوا العاني" [1]. ففي المصافحة، الشّدُّ على يدَيِ المريض من الأمور المهمّة - إن لم يتألّم - التي تَطِيب نفسُ المريض ويهدأُ قلبُه معها، وتَشُدّ مِن أزْره، وتَبعث فيه الأمل في الشفاء - إن شاء الله تعالى - لا سيما إنِ ارتبطتْ بالدعاء له بالشفاء، لِما ثَبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنّه عاد سعدَ بن أبي وقاص[2] وهو مريض، فوضَع يدَه على جبْهته، ثم [1] أخرجه البخاري 5/2055، والإمام أحمد في المسند 4/394. [2] سعد بن أبي وقاص: مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي الزهري، الصحابي، فاتح العراق، ومدائن كسرى، وأحَدُ الستة الذين عيّنَهم عُمر للخلافة، وأوّل من رمى بسهم في سبيل الله، وأحَد العشرة المبشَّرين بالجنة. أسلم وهو ابن 17 سنة، وشهِد بدراً، وأفتتح القادسية. مات بالمدينة بقَصْره بالعقيق عام 55 هـ.
راجع: الأعلام للزركلي 3/87.