فقلتُ: إنِّي جُنب. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنّ المؤمن إذا لقي المؤمنَ فسلّم عليه وأخذ بيده فصافَحَهُ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورقُ الشجر" [1]. وهذا له شاهد أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لقي حذيفة فأراد أن يصافحَه، فتنحّى حذيفةُ فقال: إني كنتُ جُنُباً. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنّ المسلم إذا صافح أخاه تحاتَّتْ خطاياهما كما يتحاتُّ ورقُ الشجر" [2].
وقد ثبت أيضاً في الصحيح عن حذيفة – رضي لله عنه -: "أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لقِيَه وهو جُنُب فحادَ عنه فاغتسل، ثم جاء، فقال: كنت جُنُباً, فقال: "إنّ المؤمنَ لا ينجس" "[3]. وقد ورد في النسائي بلفظ: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لقي الرجل من أصحابه ماسَحَه ودعا له". قال: - أي: حذيفة -: "فرأيته يوماً بكرة فحِدْتُ عنه، ثم أتيْتُه حين ارتفع النهار. فقال: "إني رأيتُك فحِدْتَ عنِّي! " فقلت: إنِّي كنتُ جنباً، فخشيتُ أن تمسّني. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنّ المسلم لا يَنْجَس" [4]. ويُؤيِّد هذا أيضاً: حديث [1] رواه الطبراني في الكبير 6/256. [2] راجع: الترغيب والترهيب 3/290، ومجمع الزوائد للهيثمي 8/37. [3] أخرجه مسلم 1/282، والنسائي 1/145. [4] أخرجه مسلم 1/282، والنسائي 1/145.