نام کتاب : القول الأحمد في أحكام في حرمة المسجد نویسنده : السهلي، عبد الله جلد : 1 صفحه : 370
ومما يدل على مكانتها شهود الملائكة للصلاة فيها واستماعهم للذكر، جاء في فضل الجمعة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “.... فإذا حضر الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر” [1].
إن مكانة المسجد في المجتمع المسلم تظهر بجلاء من كون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يستقر به المقام عندما وصل إلى حي بني عمرو بن عوف في قباء حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بني في المدينة وأول مسجد بني لعموم الناس [2].
وكذلك عندما واصل سيره صلى الله عليه وسلم إلى قلب المدينة كان أول ما قام به تخصيص أرض لبناء مسجده، ثم الشروع في بنائه.
وكان صلى الله عليه وسلم ـ إذا نزل منزلاً في سفر أو حرب، وبقى فيه مدة اتخذ فيه مسجداً يصلي فيه أصحابه، رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر وفي غزوة الخندق[3].
وكان صلى الله عليه وسلم يصلي لذوي الأعذار في بيوتهم في مكان منها ليتخذوه مسجداً، كما في قصة عتبان بن مالك الأنصاري[4] ـ رضي الله عنه ـ كل ذلك يدل على مكانة المسجد وعدم استغناء المسلم عنه في أي مكان حل، وأنه لا تخلو منه الأحياء والدور والمنازل في سفر ولا حضر.
من المسجد ينطلق صوت المؤذن في اليوم والليلة خمس مرات في كل أرجاء المعمورة، فيستجيب له ملايين الناس، تاركين كل شيء وراءهم، ليقووا [1] أخرجه البخاري 2/223 في كتاب الجمعه باب الاستماع إلى الخطبة يوم الجمعة. [2] انظر تفسير القرآن العظيم 4/150. [3] انظر وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى 3/1028، 1204. [4] أخرجه مسلم 1/455 في كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب الرخصة عن التخلف عن الجماعة بعذر.
نام کتاب : القول الأحمد في أحكام في حرمة المسجد نویسنده : السهلي، عبد الله جلد : 1 صفحه : 370