responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحذر من السحر نویسنده : الجريسي، خالد    جلد : 1  صفحه : 174
هذا بإجمال سرد دال على تغلغل السحر في سائر المجتمعات، بما يفسر - تأريخيًا - نسبة عامة الأقوام دعوات رسلهم عليهم السلام إلى السحر، ووصمهم للأنبياء بأنهم سحرة يبغون حيازة الملك بسطوة سحرهم، وبتمرسهم في فنونه. قال الله تعالى: [الذّاريَات: 52] {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ *} . وقال سبحانه حكاية عن قوم فرعون، وعن كفار قريش: [القَصَص: 48] {قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ} . وقال عز من قائل: [الأعرَاف: 108-109] {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ *قَالَ الْمَلأَُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ *} .
ثانيًا: الوظيفة الاجتماعية لظاهرة السحر.
قد يسأل المرء متعجبًا: ما الذي يجعل من السحر ظاهرة اجتماعية مهمة مستمرة في حياة الناس، مع ما توصل إليه العلم الحديث من تقنيات متطورة بما يذهل العقول ويكاد يذهب بالألباب؟ فالعالم بات قرية صغيرة، يتناقل أهله فيها شتى المعارف في ثواني معدودة، بل يأتيك بالأخبار من لم تُزوِّد، فتلك الأقمار الصناعية في مئات المدارات تبث ما شاءت من غث وسمين، وتلك المركبات الفضائية تصطدم بنيازك عمدًا لتأخذ عينات منها فتحللها وتنبئنا بمكوناتها في مراكز وكالات الفضاء، وأخرى تحط غير مأهولة على سطح المريخ، لتنقل إلينا كثيرًا من طبيعة أرضه ومحيطه!! [ومعلوم أن هذا الكوكب هو من السبع الدراري السيارة التي ما زال أهل السحر بالتنجيم مصرين على أن له روحانية تُستنزَل وملكٌ موكل وجنٌ خادم، ومعدن مناسب للتقرب إليه، وثياب للمُتقرِّب إليه مختصة به يُرضي مزاجَ الكوكب بلبسها، وبخورات تستجلب تأثيره، فيُعمل عندئذٍ الكوكب - بزعمهم - تفريقًا وتحبيبًا وإمراضًا ومعافاة، وحربًا وسلمًا، وسعدًا ونحوسًا، وخصبًا للأرض أو جدبًا، بل تعدى ذلك كله إلى التصرف بأسعار السلع التي من جنس معادنه إغلاء وإرخاصًا] [1] !!

[1] انظر: إحكام الحكيم في علم التنجيم، لعبد الفتاح الطوخي (3/145) .
نام کتاب : الحذر من السحر نویسنده : الجريسي، خالد    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست