مبشرات بين يدي رحمته بمجيء الغيث عقبها) [1].
فمن هذا يتضح أن هذه الآيات تدل على جواز توقع حالة الجو من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أالذي تحصل له البشرى بالمطر يكون عالماً بأنواع الرياح، فليس كل نوع منها يكون مبشراً بالمطر.
الوجه الثاني: أن الله تعالى جعل هذا النوع من الرياح علامة على المطر، وأرشدنا إلى ذلك.
وما رواه البيهقي رحمه الله وغيره عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه حين استسقى به: يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم بقي من نوء الثريا؟ فقال العباس: العلماء يزعمون أنها تعترض في الأفق سبعاً بعد سقوطها، فما مضت سابعة حتى مطروا، فقال عمر: الحمد لله هذا بفضل الله ورحمته[2].
قال القرطبي رحمه الله تعالى: (وكأن عمر رضي الله عنه قد علم أن نوء الثريا وقت يرجى فيه المطر ويؤمل[3] فسأله عنه: أخرج أم بقيت منه بقية؟) [4].
1 "تفسير ابن كثير": (3/436) . [2] سبق تخريجه: ص157. [3] الصحيح أن الوقت الذي يتوقع فيه المطر بعد انقضاء نوء الثريا هو نوء الدبران، وليس في نوء الثريا نفسه، وهذا الذي ورد أثر عمر رضي الله عنه به.
4 "تفسير القرطبي": (17/230) .