حياته على القول الآخر، وليس فيه تعرض لإبطال حساب الكسوف، ولا الإخبار بأنه الذي لا يعلمه إلا الله[1].
الأمر الثاني: أن الكسوف إذا كان له أجل مسمى لم يناف ذلك أن يكون عند أجله يجعله الله سبباً لما يقتضيه من عذاب وغيره لمن يعذب الله في ذلك الوقت، كما أن تعذيب الله لمن عذبه بالريح الشديدة الباردة –كقوم عاد- كان في آخر الشتاء[2].
وما رواه البخاري رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة[3] في السماء أقبل وأدبر ودخل وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه[4] فعرفته عائشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وما أدري لعله كما قال قوم: {فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ... } الآية"[5].
وكذلك الأوقات التي ينزل الله فيها الرحمة كالعشر الأواخر من رمضان والأولى من ذي الحجة، وكجوف الليل وغير ذلك، هي أوقات محددة لا تتقدم ولا تتأخر، وينزل فيها من الرحمة ما لا ينزل في غيرها[6].
ولا يلزم ممن يخبر بالكسوف والخسوف أن يكون مصيباً في جميع [1] انظر: "مفتاح دار السعادة": (2/213) . [2] انظر: "مجموعة الفتاوى المصرية": (1/329) . [3] المخيلة: موضع الخيل، والمراد هنا السحابة الخليقة بالمطر. انظر: "النهاية ": (2/93) . [4] أي: كشف عنه الخوف. المصدر نفسه: (2/364) . [5] أخرجه البخاري: (4/227) ، كتاب بدء الخوف.
والآية (24) من سورة الأحقاف.
6 "مجموعة الفتاوى المصرية": (1/329) .