responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحصين من كيد الشياطين نویسنده : الجريسي، خالد    جلد : 1  صفحه : 56
تجري على يد نبي مؤيد من الله، لا على يد ساحر أفّاك [1] . فأقبل الناس إذ ذاك على تعلم ذلك منهما لكنهم فُتنوا وابتُلوا، فمنهم من اعتقد أحقية السحر لمَّا تعلمه، فعمل به، فصار كافرًا بذلك، مع أن الملكين ما فتئا يحذِّران كلَّ من رغب بالتعلّم أن في تعلم حقيقة السحر فتنة له، حيث إنه لو اعتقد أحقيته ثم عمل به، صار كافرًا، إلا أن الناس - وبخاصة اليهود - قد تجرؤوا فأقبلوا على التعلم، ثم خانوا العهد - وقد مَرَدُوا على ذلك - فعملوا بالسحر، ولم يلتزموا ما اشترطه عليهم الملكان، فكانت الفتنة واقعة بهم، فخسروا بذلك لمّا باعوا نصيبهم من نعيم الجنة، بعَرَضٍ من الدنيا قليل [2] .
الرابعة: أن ما يرويه بعض المفسرين في خبر الملكين وقصتهما، وأنهما قد فتنا بامرأة لمّا نزلا إلى الأرض، وقد رُكّبت بهما الشهوة امتحانًا لهما، كل ذلك لا أصل له، ولا حجة فيه البتة، وهو من نقل كعب الأحبار عن كتب بني إسرائيل، فلا يُعوَّل عليه، ولا يُركن إليه، وقد أنكر ذلك ثقات الأئمة وعلماء الإسلام، منهم القاضي عياض، والفخر الرازي، والشهاب العراقي، والإمام ابن كثير والعلاّمة الآلوسي، رحم الله الجميع [3] .

[1] ما سطر تحته يعتبر فرقًا بين السحر والمعجزة، كما لا يخفى، وسيأتي تفصيله في المسألة السادسة، إن شاء الله.
[2] انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) (1/606) . وانظر كذلك: في ظلال القرآن، للأستاذ سيد قطب رحمه الله (1/96) .
[3] انظر: نور الإيمان في تفسير القرآن، للشيخ محمد مصطفى أبي العلا رحمه الله. ص 148. ... هذا، وقد ذكر الإمام ابن حجر في الفتح (10/235) : أن أصل إنزال هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد. اهـ. ... وهي في مسند أحمد (2/134) ، في مسند المكثرين، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما. ... وفيها: ذِكر إنزال الملكين هاروت وماروت إلى الأرض عند خلق آدم عليه السلام، واستعلام الملائكة عليهم السلام عن الحكمة في خلقه عليه السلام، وليس فيها ذكر لإنزالهما لتعليم السحر.
نام کتاب : التحصين من كيد الشياطين نویسنده : الجريسي، خالد    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست