responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التحصين من كيد الشياطين نویسنده : الجريسي، خالد    جلد : 1  صفحه : 225
المُمْرض بهاتين العلتين قد يُسقِم الصحيح، والعدوى بهذين المرضين لا تنتقل إلا بقدر الله وقضائه، لكن ينبغي ألا يعرِّض الصحيحُ نفسَه لها. وأما العدوى المنفية فهي العدوى المُعتقَد بها في الجاهلية، ومن ذلك قول الرجل: أعدتني المرأة - إذا عُرِفَتْ بشؤمها - أو الدار، أو الفرس [1] وهذا، وإن كان منفيًا منهيًا عن اعتقاده؛ فهو محمول على واقع حال كل من هذه الأمور الثلاثة، فسوء الدار: ضيق مساحتها، وخبث جيرانها، كما أن سوء الدابة منعها ظهرها وسوء طبعها، وسوء المرأة عقم رَحمِها وسوء خُلُقِها [2] ، لا لمجرد شعور نفسي يعتري الزوج أو صاحب الدار أو الفرس. ومن العدوى المنفية أيضًا: الاعتقاد بأن المرض معدٍ بنفسه بمجرد المخالطة بالمريض، ونحو ذلك، تلك هي العدوى التي نفاها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لاَ عَدْوَى وبخاصة أنه صلى الله عليه وسلم قد قرن النهي عنها بالنهي عن أمور من معتقد أهل الجاهلية، وهي: الطيرة، والهامة، وصفر، والغُول [3] ، والنَّوْء [4] . هذا، والله أعلم.

[1] كما في البخاري ومسلم؛ بلفظ: «إن كان الشؤم في شيء، ففي الدار والمرأة والفرس» . أخرجه البخاري: كتاب: النكاح، باب: ما يتقى من شؤم المرأة، برقم (5094) عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، ومسلم؛ كتاب: السلام، باب: الطيرة والفأل وما يكون فيه الشؤم، برقم (2225) ، عنه أيضًا.
[2] انظر في ذلك: مجموع الروايات التي أوردها الإمام ابن حجر في الفتح (9/41) .
[3] الغُول: واحد الغِيلان، وهي جنس من الجن والشياطين، كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغوّل تغوّلاً، أي: تتلوّن تلوَّناً في صور شتى، وتَغُولهم، أي: تُضِلّهم وتُهلِكهم، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله. اهـ. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير (3/355) .
[4] النَّوْء: هو وصف لنهوض نجم وطلوعه من جهة المشرق، إذا سقط آخر بالمغرب، وكان أهل الجاهلية يزعمون نسبة الإنعام بالمطر إلى مواقع النجوم ومشارقها، وهي: الأنواء، ويقولون: مطرنا بنوء كذا، فيكذّبون بنعمة الله عليهم ويجحدون فضله سبحانه، قال تعالى: [الواقِعَة: 82] {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ *} ، والمعنى: وتجعلون شكر رزقكم التكذيبَ بنعمة الله ونسبة الفضل إلى الأنواء. ... انظر: تفسير ابن كثير ص: 1671. ط - بيت الأفكار الدولية. والنهاية لأبي السعادات، (5/107) .
نام کتاب : التحصين من كيد الشياطين نویسنده : الجريسي، خالد    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست