نام کتاب : التحصين من كيد الشياطين نویسنده : الجريسي، خالد جلد : 1 صفحه : 198
في تغيير دين الله، ومحادّة ما شرعه لخلقه، واسترضَوْا بذلك الشيطان الرجيم، ومن ثَمَّ استحوذ عليهم فمَرَدُوا على الشرك، وحاربوا دين الله حرب استماتة لا هوادة فيها. ويتبين من ذلك أن تغيير خلق الله، هو مدعاة لطرد الإنسان من رحمة الله تعالى، ذلك أنه - في حقيقته - تدخُّلٌ سافِرٌ في حق التشريع الذي هو من أخص خصائص الألوهية.
ومما يدخل في تغيير خلق الله تعالى ما يحرم من زينة النساء: كالوشم [1] ، والنَّمْص [2] ، والتفلُّج [3] في الأسنان ووصل الشعر، وما يحرم من زينة الرجال: كالتزين بما اختُصّت به النساء من لباس، أو تحلٍّ بذهب، أو ادهانٍ بطِيب ملوّنٍ كحناء في اليدين أو الرِّجْلين، أو تَزَعْفُرٍ [4] لكونه مختصاً بالنساء، وكذلك التزيُّن بما فيه مُثْلة أو تشويه للخِلْقة، كالقَزَع [5] ، وغير ذلك كثير مما يطلع به علينا، [1] الوشم: هو جعل علامة مستقرة في الجلد، وذلك بغرز إبرة فيه، ثم ذَرُّ أي: إلقاء النَّثُور، وهو مادة تترسّب في مسام الجلد تسمى النَّيْلَج، تجعل بعد الغرز في الجلد. انظر: مختار الصحاح (وَشَمَ) . [2] النَّمْصُ، هو: نتف الشعر من الوجه، وتسمى من تفعله نامصة، ومن تأمر بفعله متنمِّصة، أو منتمصة. انظر: النهاية لابن الأثير (5/104) . [3] التفلّج: ما تفعله المرأة بأسنانها للتفريج قليلاً ما بين الثنايا والرَّباعيات، وكُنَّ يفعلن ذلك رغبة في التحسين. انظر: النهاية أيضًا (3/420) . [4] التزعفر، هو: صبغ الثوب بالزعفران، أو التطيُّب به. انظر: مختار الصحاح مادة (زَعْفَرَ) . [5] القَزَع: أن يُحلَق رأسُ الصبي، ويُترَك في مواضعَ منه الشعرُ مُتفرِّقاً. اهـ. انظر: المختار مادة (قَزَعَ) . ويكون ذلك على وجه غير متناسق، مما كان يفعله بعض الأعراب في الجاهلية، ويفعله - للأسف - بعض شبابنا اليوم، وهو ما يطلق عليه قصة الكابوريا، تقليداً لمن يسمى بـ (الهيبيز أو البنكيز) من فَسَقة الغربيين.
نام کتاب : التحصين من كيد الشياطين نویسنده : الجريسي، خالد جلد : 1 صفحه : 198