التمهيد
الدم وسيلة الحياة في جسم الإنسان وفي كثير من الحيوانات الأخرى[1]، فهو في الإنسان يعتبر عضواً من الأعضاء المهمة التي تقوم بوظائف عديدة لا غنى عنها للإنسان[2]، فهو من حيث إنه سائل يجري في أوصال الإنسان وأجزاء جسده لينشر بها الحياة ويزودها بالغذاء والدفء[3] فالدم يحمل الغذاء الممتص من المعدة والأمعاء لينشره ويوزعه على جميع أجزاء الجسد، ودوران الدم مظهر من مظاهر الحياة، فالقلب يضخه، والكبد يستقلب أملاحه وسمومه، والكلية تصفيه[4]، هذا والمراد بالدم -هنا- دم الحيوان وهذا الدم ينقسم إلى قسمين: أحدهما: الدم المسفوح. والثاني: الدم غير مسفوح.
وفي المباحث الآتية نستوضح تعريف الدم المسفوح مع بيان حكمه وحكم بيعه:
المبحث الأول تعريف الدم المسفوح
الدم في اللغة: سائل أحمر يسري في عروق الحيوان، وقيل المدُمَّى شديد الحمرة، يقال ثوب مُدمَّى، وخيل مدماة، ويقال دَمَىِ الجُرحُ دَمَّى ودمياً، خرج منه الدم ولم يسل فهو دم، ويقال أدمى فلانا: ضربه حتى خرج منه الدم[5].
فقد جاء في مختار الصحاح: "الدم أصله دموُ بالتحريك، وتثنيته دميان، وبعض العرب يقولون: دموان، وقال سيبويه[6]: أصله دَمْىُ، وقال المبرد[7]: أصله دمى [1] البيوع الشائعة/ للدكتور محمد توفيق البوطي صفحة 277 - 279. [2] الدم ومشتقاته/للدكتورة زينب السبكي، والدكتور يسري جبر صفحة 4 نقلاً عن المرجع السابق صفحة 279. [3] أحكام القرآن لابن العربي 1/150. [4] الدم صفحة 8. [5] المعجم الوسيط للدكتور إبراهيم أنيس وجماعة 1/298. [6] هو عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء أبو بشر الملقب سيبويه، إمام النحاة وأول من بسط علم النحو ولد في إحدى قرى شيراز سنة 148?، وصنف كتابه المسمى كتاب سيبويه في النحو توفي بها سنة 180?. راجع: الأعلام للزركلي 5/81. [7] هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالي الأزدي أبو العباس المعروف بالمبرد، إمام العربية ببغداد في زمنه =