نام کتاب : البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية نویسنده : رجاء وحيد دويدري جلد : 1 صفحه : 140
عن وجه إلا لمتجرد له بكليته، ومتوفر عليه بأينيته، مكان بالقريحة الثابتة والرؤية الصافية، معترفا به التأييد والتسديد، قد شمر ذيله وأسهر ليله، حليف النصب، ضجيع التعب، يأخذ مأخذه متدرجا يتلقاه متطرفا، لا يظلم العلم بالتعسف والاقتحام، ولا يخبط منه خبط عشواء في الظلام، ومع هجران عادة الشر، والنزوح عن نزاع الطبع ومجانبة الألف، ونبذ المحاكلة واللجاجة وإحالة الرأي عن غموض الحق والتأتي بلطف المآتي، وتوفيته النظر حقه من التمييز بين المشتبه والمتضح والتفريق بين التمويه والتحقيق، والوقوف عند مبلغ العقول"[1].
ويأمل المقدسي "ت 390هـ/ 999م" أن يقدم موضوعه منحطا عن درجة الغلو، خارجا عن حد التقصير، مهذبا من شوائب التزيد، معفى عن إسقاط الغسالات، وخرافات العجائز وتزاوير القصاص فموضوعات المهتمين المحدثين[2].
وبهذه الروح يستهدي المقدسي[3] في مقدمة كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" وقد كتبه في سنة "377هـ/ 987م" في حين يرى أن يسترشد أولا بالملاحظة الشخصية ثم بالكتب والمراجع وأخيرا فالبحث لا التأمل، والنظر هو الذي يحصل به المرء على العلم الدقيق بالعالم، وما أكثر الرسائل التي يستخدمها في الأسفار وجمع المعلومات[4].
ومن قبله اليعقوبي "ت 284هـ/ 897م" بنفس ذلك الدافع الذي لا مرد إلى جمع المعلومات البكر التي لم يسبقه إليها إنسان، كان يسأل ويستكمل ذلك بالأسفار[5]. [1] المطهر بن طاهر المقدسي. كتاب البدء والتاريخ. ترجمة ونشره س. هورات، باريس "1899-1919" جـ1 ص4-5. [2] المرجع السابق 1/ 5-6. [3] معظم المؤرخين يذكرون أنه توفي سنة "381هـ/ 991م". [4] انظر أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص43-45. [5] كتاب "البلدان" نشره م. ج ديغويه "ليدن 1892" ص232 -233 ويناقش كارادي فو منهج اليعقوبي ومواهبه: Penseurs. "Del' Islam" Paris 1921. pp. 4-7.
نام کتاب : البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية نویسنده : رجاء وحيد دويدري جلد : 1 صفحه : 140