المطلب الثالث: أمثلة لاتخاذ القبور أعياداً:
كما تقدم أن العيد المكاني هو أن تقصد مكاناً ما للاجتماع فيه والإتيان إليه من وقت لآخر للعبادة أو لغيرها.
فمن قصد قبراً في وقت مخصوص ومعلوم وجعل له موسماً ينتابه من وقت لآخر فقد اتخذه عيداً؛ وذلك أن القبوريين يقصدونها ويجتمعون عندها في مواسم معينة، ولا سيما الأيام الفاضلة، أو التي يزعمون فضلها وهذا هو بعينه الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: "لا تتخذوا قبري عيداً". وهو داخل تحت قوله أيضاً: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبورهم أنبيائهم مساجد".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " وذلك أن بعض القبور يجتمع عندها في يوم من السنة ويسافر إليها أما في المحرم، أو رجب أو شعبان أو ذي الحجة أو غيرها. وبعضها يجتمع عنده في يوم عاشوراء، وبعضها في يوم عرفة وبعضها في النصف من شعبان، وبعضها في وقت آخر، بحيث يكون لها يوم من السنة، تقصد فيه ويجتمع عندها فيه كما تقصد عرفة أو مزدلفة ومنى في أيام معلومة من السنة، وكما يقصد المصلي المصر يوم العيدين، بل ربما كان الاهتمام بهذه الاجتماعات في الدين والدنيا أهم وأشد [1]. [1] اقتضاء الصراط المستقيم (2/729-730) .