المطلب الثاني: الأدلة على بدعيته:
لا شك في أن هذا الاحتفال أمر محدث مبتدع لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا سلف الأمة، ولم يكن من السُّنَّة اتخاذ أيام الحوادث أعياداً وأفراحاً.
وإنما كان أول من احتفل به ـ فيما اطلعت عليه ـ ناصرو البدعة من ملوك الدولة الفاطمية، حيث كان أحد أعيادهم كما تقدم [1] اتخذوه محاكاة لليهود والنصارى في اتخاذ رأس السنة عيداً لهم. فمن ذلك الوقت حتى يومنا هذا نجد أن كثيراً من المسلمين اهتموا بهذا المناسبة وأولوها عناية فائقة وأضفوا عليها طابع القدسية والجلال حتى أصبحت كأنها شرعية.
ومما يدل على بطلانه ما اخترعوا له من الأدعية المكذوبة التي رتبوا عليها الفضل العظيم مما جعل بعض الجهلة يترك الفرائض طوال السنة حتى إذا جاء هذا اليوم دعا بذلك الدعاء، فكان تكفيراً لجميع الخطايا التي ارتكبها في السنة، وهذا بين البطلان، فلا حول ولا قوة إلا بالله. [1] انظر: ص (135) من هذا البحث.