يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به ... سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ... إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن من وجودك الدنيا وضرتها ... ومن علومك علم اللوح والقلم 1
من تأمل هذه الأبيات أدرك ما انطوت عليه من الشرك بالله عز وجل المنافي للتوحيد والمحبط للعمل فمن ذلك:
1 - أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي صلى الله عليه وسلم وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذٌ إلا هو جل وعلا.
2 - أنه دعاه وناداه بالتضرع، وإظهار الفاقة، والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله وذلك هو الشرك في الألوهية.
3 - سؤاله منه أن يشفع له في قوله: "ولن يضيق رسول الله جاهك بي.." وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه وهو الجاه والشفاعة عند الله وهذا هو الشرك [2].
ولقد أعرض قائل هذه الأبيات ومن يتغنى بها: يا أكرم الخلق.. عن قوله تعالى: {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ} [3].
فالنبي صلى الله عليه وسلم لا يملك نفع أحد ولا ضره، وإنما المالك للنفع والضر هو الله عز وجل.
1 قصيده البردة (172) ، ضمن مجموعة مولود شرف الأنام. مع ملاحظة أن هذه الأبيات ليست متتابعة في القصيدة. [2] تيسير العزيز الحميد (222) . [3] سورة الأنعام، آية (17) .