فقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية: ليس هذا حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيحاً ولا ضعيفاً، ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل ولا يعرف عن الصحابة، بل هو كلام لا يدرى من قائله [1].
وقد سئل السيوطي عن هذا الحديث فأجاب بقوله: ليس له إسناد يعتمد عليه [2]. ويبطله قوله صلى الله عليه وسلم: "الناس بنو آدم وآدم من تراب" [3].
ودعوى أنه صلى الله عليه وسلم خلق من نور الله، فهذا كذب وبهتان يرده قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} [4].
وهذا القول يشبه قول النصارى في المسيح عليه السلام وهو من الغلو والإطراء المذموم وفي ذلك يقول شيخ الإسلام عند الكلام على اعتقاد النصارى في المسيح ووجوده: وظن النصارى يضاهي ظن طائفة من غلاة المنتسبين إلى الإسلام وغيرهم، الذين يقولونّ إن ذات النبي صلى الله عليه وسلم كانت موجودة قبل خلق آدم. ويقولونّ إنه خلق من نور رب العالمين ووجد قبل خلق آدم وأن الأشياء خلقت منه حتى قد يقولون في محمد صلى الله عليه وسلم جنس قول النصارى في المسيح، حتى قد يجعلون مدد العالم منه، ويروون في ذلك أحاديث كلها كذب.. [5]. [1] مجموعة الرسائل والمسائل (1/164) . [2] الحاوي للفتاوى (1/323-325) ، [3] سنن أبي داود كتاب الأدب، باب التفاخر بالأحساب (4/331) ، حديث (5166) ، وسنن الترمذي كتاب المناقب، باب فضل الشام واليمن (5/735) ، حديث (3956) ، وقال: حديث حسن غريب، ومسند الإمام أحمد (3/361) ، وصححه الألباني كما في صحيح الجامع (5/111) . [4] سورة الكهف، آية (110) . [5] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح (2/300-201) .