كل ذلك يقع في المولد بسبب الغلو في سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من دعائه والاستغاثة به، وطلب المدد والعون، واعتقاد أنه يعلم الغيب، وغير ذلك من أمور العبادة التي لا تصرف إلا لله جلّ وعلا، بل إن البعض جعل الدنيا والآخرة له صلى الله عليه وسلم مخالفين بذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" [1].
ومعرضين عن قوله صلى الله عليه وسلم أيضاً:
"لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم وإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله" [2].
وإليك أيها القارئ نماذج من النثر والنظم الذي تُحيا به هذه الموالد ولا يخلو مولد منها حتى أصبح ذلك الفعل كأنه من السنن المأثورة التي يجب العمل بها، وتلاوتها في تلك الليلة التي يزعمون أنها توافق مولده صلى الله عليه وسلم.
فمن ذلك زعمهم أن النبي صلى الله عليه وسلم الأصل في المخلوقات، وانه خلق من نور الله ثم، خلق من هذا النور سائر المخلوقات. وقد أوردوا في ذلك حديثاً لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم يروونه: [1] سنن ابن ماجة، كتاب المناسك، باب قدر حصى الرمي (2/1008) ، حديث (3029) ، وسنن النسائي كتاب المناسك، باب التقاط الحصى (5/268،269) ، ومسند الإمام أحمد (1/215) ، وصحيح ابن حبان (1011) ، والمستدرك للحاكم، كتاب المناسك (1/466) ، وقال صحيح ووافقه الذهبي، وقال النووي في المجموع (8/137) ، وشيخ الإسلام في اقتضاء الصراط (1/289) ، إسناده صحيح على شرط مسلم. [2] صحيح البخاري، كتاب الأنبياء (4/142) .