وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه" [1]. وعنه أيضاً قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم " بصوم يوم عاشوراء العاشر" [2].
فهذه هي السنة في يوم عاشوراء ومن اتخذه عيداً ويوم فرح وسرور فقد شابه اليهود في ذلك فقد كانوا يتخذونه عيداً.
كما جاء ذلك في الحديث الصحيح:
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان يوم عاشوراء يوماً تعظمه اليهود وتتخذه عيداً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فصوموه أنتم" [3].
وفي رواية لمسلم: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فصوموه أنتم" [4].
ولما كان آخر عمره صلى الله عليه وسلم وبلغه أن اليهود يتخذونه عيداً أمر بمخالفتهم فقد جاء في الحديث. [1] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء (4/244) ، حديث (2004) ، واللفظ له. وصحيح مسلم، كتاب الصيام (2/795) ، حديث (1130) . [2] سنن الترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في عاشوراء، أي يوم هو (2/128) ، حديث (755) ، وقال: حديث حسن صحيح. [3] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الصوم (4/244) ، حديث (2005) . [4] صحيح مسلم، كتاب الصيام (2/796) ، حديث (1131) .