فهم يطلبون به أهواءهم لحصول الفتنة، فليس في نظرهم، إذاً في الدليل نظر المستبصر حتى يكون هواه تحت حكمة، بل نظر من حكم بالهوى، ثم أتى بالدليل كالشاهد [1].
5 ـ القول في الدين بغير علم وقبول ذلك من قائله:
وذلك باتخاذ الناس رؤوساً جهالاً يقومون بالفتوى والتعليم، ويقولون في دين الله بغير علم، حيث تكثر الاستحسانات التي قوامها الأهواء والآراء.
كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعاً من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" [2]. [3].
ولقد حذر سبحانه وتعالى من القول بغير علم وجعله محرماً كما في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} [4].
فالآية تبين تحريم عموم القول في الدين بغير علم [5]. [1] الاعتصام للشاطبي (1/221) . [2] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم (1/194) ، حديث (100) ، وصحيح مسلم، كتاب العلم، باب رفع القلم وقبضه (4/3058) ، حديث (2673) . [3] البدعة وأثرها السيئ (47) . [4] سورة الأعراف، آية (33) . [5] تفسير البغوي (2/158) .