ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارها شيء" [1]. ب ـ وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم.. الحديث" [2].
3 ـ القول بأنه ليس كل بدعة ضلالة [3].
وما احتج به من قال بتحسين البدع من هذه النصوص فليس له فيها حجة لما يلي:
أولاً: احتجاجهم بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح " نعمت البدعة هذه ". وجعلوها مخصصة لقوله صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة" فهو احتجاج مردود ولا تقوم به الحجة لأمور:
1ـ أن صلاة التراويح ليست بدعة في الشريعة، بل سنة بقوله صلى الله عليه وسلم وفعله ولقد صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجماعة وذلك لما جاء من حديث عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة فصلى بصلاته ناس، ثم صلى القابلة فكثر الناس، ثم اجتمعوا الليلة الثالثة أو الرابعة، فلم يخرج إليهم النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبح قال: قد رأيت الذي صنعتم فلم يمنعني من الخروج إلا أني خشيت أن تفرض عليكم" [4]. [1] صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة (2/705) ، حديث (1017) . [2] سنن الترمذي، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدعة (5/45) ، حديث (2677) ، وقال هذا حديث حسن. [3] ذكره شيخ الإسلام في الاقتضاء (2/583) . [4] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الصلاة التراويح، باب فضل قيام رمضان، (4/250ـ251) ، حديث (2012) ، وكتاب الاعتصام، باب ما يكره من كثرة السؤال (13/264) ، حديث (7290) ، وصحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان (1/524) ، حديث (761) .