وهناك من ذهب إلى القول بتقسيم البدعة إلى حسنة وسيئة، أو ممدوحة ومذمومة [1].
وهذا القول باطل؛ لأن البدع كلها قبيحة ليس فيها حسن، وكلها مذمومة ليس فيها ممدوح، وكلها ضلال ليس فيها هدى، وقد تقدم تقرير ذلك بنصوص من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة.
" وإنما قال بهذا التقسيم من لم يفهم مقاصد النصوص على حقيقتها وكلام السلف على وجهته، فاستدلوا ببعض الأحاديث وببعض الآثار وحملوها على غير المراد منها وزعموا أنها تدل على تحسين بعض البدع [2].
ـ ومن جملة ما استدلوا به:
1 ـ ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح جماعة في رمضان حيث قال: نعم البدعة هذه [3].
2 ـ عموم الأحاديث الواردة في أجر من سن سنة والتي فهموا منها أن البدعة تنقسم إلى حسنة وسيئة، مثل:
أـ ما جاء في الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شي، [1] انظر: حلية الأولياء لأبي نعيم (9/113) ، والباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة (22ـ23) ، وقواعد الأحكام للعز بن عبد السلام (2/172) . [2] انظر: موقف أهل السنة والجماعة من أهل الأهواء (1/112) . [3] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان (4/250) ، حديث (2010) ، ومالك في الموطأ، كتاب الصلاة في رمضان، باب ما جاء في قيام رمضان (1/114) ، بلفظ "نعمت البدعة هذه".