ويقال: سقاء بديع: أي جديد وشيء بدع بالكسر أي مبتدع، وأبدعت الإبل بركت في الطريق من هزال أو داء أو كلال وأبدعت هي كلت وعطبت [1].
ومما تقدم يتضح أن البدعة في اللغة لها معنيان:
أحدهما: الشيء المخترع على غير مثال سابق ومنه قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ} [2]. وقوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [3].
الثاني: التعب والكلال يقال في الإبل إذا هزلت وانقطعت في الطريق، وكما جاء في الحديث "أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أني أبدع بي فاحملني" [4]. أي انقطع بي لكلال راحلتي.
كأنه جعل انقطاعها عما كانت مستمرة عليه من عادة السير إبداعاً إنشاء أي أمر خارج عمّا اعتيد منها [5].
فالباء والدال والعين أصلان لشيئين:
أحدهما: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال سابق. [1] انظر: لسان العرب (8/6ـ7) ، ومادة (بدع) ، والقاموس المحيط (906ـ907) . [2] سورة الحديد، آية (27) . [3] سورة البقرة، آية (27) . [4] صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله بمركوب، وغيره (3/1506) ، حديث (1893) . [5] انظر: لسان العرب (8/7) ، مادة بدع، والنهاية لابن الأثير، ص (107) .