وهذا كاف في الرد على من استدل بأحاديث الباب على إباحة الغناء وسماعه.
3 ـ مشروعية التكبير وذكر الله في الأعياد:
من شعائر الأعياد الإسلامية التكبير فيها لما في ذلك من التوحيد لله عز وجل وإخلاص العبادة والانقياد له بالطاعة، حيث يهتف المسلمون بذلك امتثالاً لقوله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [1].
وذلك شكراً لله عز وجل أن مكنهم بفضله ومنته من صيام رمضان وقيامه وإن سهل لهم أداء فريضة الحج.
ومما يدل على مشروعية التكبير ما جاء عن أم عطية أنها قالت: "كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج البكر من خدرها، حتى نخرج الحيض فيكن خلف الناس فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم، يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته" [2].
قال الخطابي [3]: " الحكمة من التكبير في هذه الأيام هو أن الجاهلين كانوا يذبحون لطواغيتهم فيها، فشرع التكبير فيها إشارة إلى تخصيص الذبح له وعلى اسمه عز وجل [4]. [1] سورة البقرة، آية (185) . [2] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب العيدين، باب التكبير أيام منى وإذا غدا إلى عرفة (2/462) ، حديث (971) . [3] هو: أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي، فقيه محدث، ولد سنة 319هـ، وكانت وفاته في 388هـ. انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي (3/1018ـ1020) . [4] انظر: فتح الباري 02/461ـ462) .