ب ـ عن عائشة رضي الله عنها، قالت: دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بُعاث [1] فاضطجع على الفراش وحول وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني. وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعهما، فلما غفل غمزتهما فخرجتا" [2].
ـ والحديث يشير إلى فوائد منها:
1ـ مشروعية التوسعة على العيال في أيام الأعياد بأنواع ما يحصل لهم بسط النفس وترويح البدن من كلف العبادة، وأن الإعراض عن ذلك أولى.
2 ـ وفيه أن إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين [3] كما جاء ذلك عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى الله عليه وسلم قال يومئذٍ "لتعلم يهود أن في ديننا فسحة، إني بعثت بحنيفية سمحة" [4].
ولكن بعض الناس يطلق لنفسه العنان في الاحتفال بالأعياد الإسلامية من حيث الفرح والسرور واللعب والغناء وإحضار آلات الطرب والموسيقي مستدلاً بالأحاديث الواردة في جواز اللعب في العيد على إباحة الغناء والسماع. [1] بالضم موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية. انظر: معجم البلدان لياقوت (1/451) . [2] صحيح البخاري مع فتح الباري (449) ، (2/440) ، كتاب العيدين. [3] فتح الباري شرح صحيح البخاري (2/443) . [4] مسند الإمام أحمد (6/116) ، وصححه الألباني كما في الأحاديث الصحيحة (4/443) .