يا رسول الله ابتع هذه، تجمل بها للعيد والوفود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما هذه لباس من لا خلاق له" فلبث عمر ما شاء أن يلبث، ثم أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج، فأقبل بها عمر فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنك قلت: "إنما هذه لباس من لا خلاق له" وأرسلت إلي هذه الجبة، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبيعها أو تصيب بها حاجتك" [1].
فالتجمل يوم العيد كان عادة متقررة بينهم، ولم ينكرها النبي صلى الله عليه وسلم فعلم بقاؤها [2].
وعن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر يوم الجمعة: "ما على أحدكم لو اشتري ثوبين ليوم الجمعة، سوى ثوب مهنته" [3].
وعن نافع أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه [4].
فهذه النصوص تدل على مشروعية التجمل ومس الطيب والغسل في الأعياد الإسلامية، وفي ذلك ترويح للنفس والجسد. [1] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب العيدين، باب في العيدين والتجمل فيه (2/439) ، حديث (948) ، وصحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة (3/1639ـ1640) ، حديث (2068) . [2] حاشية السندي على النسائي (3/181) . [3] سنن ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة (1/348) ، حديث (1095) ، وسنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب اللبس للجمعة (1/282ـ283) ، حديث (1078) ، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (1/181) . [4] السنن الكبرى للبيهقي، كتاب صلاة العيدين، باب الزينة للعيد (3/281) ، وقال ابن حجر في الفتح (2/439) ، إسناده صحيح.