المبحث الثاني: اشتمالها على تغذية الروح والبدن
لقد اشتملت الأعياد الإسلامية على سنن مثلى وصفات جليلة اتسمت بالشمولية التي جعلت المرء المسلم يعمل لدنياه وآخرته موفقاً بين مطالب الروح ومطالب الجسد.
وإليك صوراً من هذه السنن تبين ذلك فمنها:
1 ـ مشروعية التجمل للأعياد:
لقد شرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين في أعيادهم التجمل في الملبس والهيئة؛ وذلك ليظهر المسلم بالمظهر الذي يليق به من نظافة الملبس ونقاء القلب؛ وذلك تأكيد لعوامل الألفة بين المسلمين وإمعاناً في إزالة أسباب النفرة والكراهة فيما بينهم، ولا سيما في تلك المجامع الدينية وما هذا إلا امتثال لأمره عز وجل: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [1].
وكما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل" [2]. [1] سورة البقرة، آية (222) . [2] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الجمعة، باب فضل الغسل يوم الجمعة (2/356) ، حديث (877) ، وصحيح مسلم، كتاب الجمعة (2/579) ، حديث (844) .