ولقد تجلت هذه الأمور في الاحتفال بالأعياد الإسلامية، حيث جمعت بين زاد الروح وزاد الجسد والأعياد الشرعية مرتبطة بعبادات جليلة وفرائض مكتوبة.
" حيث تأتي بعد فترة يمتحن فيها الإنسان في فضيلتين من الزم الفضائل له في حياته الخاصة، وحياته العامة، وهما التضحية وضبط النفس " [1].
وذلك أن كل قوم لهم يوم يتجملون فيه ويخرجون من بلادهم بزينتهم وتلك عادة لا ينفك عنها أحد من طوائف العرب والعجم.
ولقد وصل صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما. فقال: "قد أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر" [2].
وإنما بدلا لأنه ما من عيد في الناس إلا وسبب وجوده تنويه بشعائر دين، أو موافقة أئمة مذهب أو شيء يضاهي ذلك، فخشي النبي صلى الله عليه وسلم إن تركهم وعادتهم أن يكون هناك تنويه بشعائر الجاهلية وترويج لسنة أسلافهم، فأبدلهما بيومين فيهما تنويه بشعائر الملة الحنفية، وضم التجمل فيهما ذكر الله وأبواباً من الطاعات، لئلا يكون اجتماع المسلمين بمحض اللعب، ولئلا يخلو اجتماع منهم من إعلاء كلمة الله.
فأحدهما: يوم فطر صيامهم وأداء نوع من زكاتهم، فاجتمع الفرح الطبيعي، من قبل تفرغهم عما يشق عليهم وأخذ الفقير الصدقات. [1] الإسلام دعوة عالمية لعباس العقاد (69) . [2] سبق تخريجه، ص (80) .