المبحث الثالث: أثر مشابهة الكفار في أعيادهم
إن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة في الباطن، كما تقدم بيانه؛ وذلك أنها ذريعة إلى الموافقة في القصد والعمل، فإذا أشبه الهديُ الهديَ أشبه القلبُ القلبَ[1].
فمن الآثار المترتبة على مشابهة الكفار في أعيادهم ما يلي:
1 ـ أن مشابهتهم في أعيادهم ولو بالقليل سبب لنوع من اكتساب أخلاقهم التي هي ملعونة.
2 ـ أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر دخل فيه عوام الناس، وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً، حتى يضاهى بعيد الله، بل قد يزاد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر.
كما قد سوَّله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في أعياد النصارى من الهدايا والأفراح والنفقات وكسوة الأولاد وغير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين[2].
3 ـ إن المشاركة في أعيادهم ينتج عنها فتور الرغبة في العيد الشرعي ومحبته، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: [1] انظر: إغاثة اللهفان لابن القيم (1/364) . [2] انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/474) .