[3] ـ ما جاء عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة" [1].
ذكر في هذا الحديث أن الجمعة لنا، كما أن السبت لليهود والأحد للنصارى واللام تقتضي الاختصاص، فأوجب ذلك أن يكون كل واحد مختصاً بما جعل له، ولا يشركه فيه غيره، فإذا نحن شاركناهم في عيدهم يوم السبت، أو عيدهم يوم الأحد خالفنا هذا الحديث، وإذا كان هذا في العيد الأسبوعي، فكذلك في العيد الحولي، إذ لا فرق بل إذا كان هذا في عيد يعرف بالحساب العربي، فكيف بأعياد الكافرين العجمية التي لا تعرف إلا بالحساب الرومي القبطي، أو الفارسي أو العبري ونحو ذلك [2].
4 ـ ما روى كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أرسلني ابن عباس وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة رضي الله عنها أسألها أي الأيام كان النبي صلى الله عليه وسلم أكثرها صياماً؟ قالت: كان يصوم يوم السبت ويوم الأحد أكثر ما يصوم من الأيام ويقول: إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أحب أن أخالفهم" [3]. [1] تقدم تخريجه، ص (30-31) . [2] اقتضاء الصراط المستقيم (1/451) . [3] مسند الإمام أحمد (6/323ـ324) ، والحاكم في المستدرك، كتاب الصوم "ترغيب صيام يوم السبت والأحد " (1/436) . وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي.