روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير ذلك أنه قال: عيداً.
قال قتادة ومجاهد[1]: موضع قربان يذبحون فيه، وقيل: موضع عبادة، وقيل: مألفاً يألفونه.
والمنسك في كلام العرب: الموضع المعتاد لعمل خير أو شر، ومنه مناسك الحج[2].
قلت: ومعنى العيد مأخوذ من المعاودة سواء أكان زماناً، أو مكاناً. والآية شاملة لذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذه الآية: فالأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي نصت عليها الآية وهي: كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، بل الأعياد هي أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر مالها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره[3]وكما في قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً} [4]. أوجب ذلك اختصاص كل قوم بوجهتهم وبشرعتهم وذلك أن اللام تورث [1] هو: أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي المخزومي، مولاهم من التابعين، ومن كبار المفسرين، وكان فقيهاً عالماً، ثقة كثير الحديث، توفي سنة (103) ، وعمره (83) . انظر ترجمته: تقريب التهذيب (2/229) ، وتذكرة الحفاظ (1/92) . [2] انظر: تفسير البغوي (3/297) ، وتفسير ابن كثير (3/221ـ234) . [3] انظر: اقتضاء الصراط المستقيم (1/471) . [4] سورة المائدة، آية (48) .