المخالفة، فالمخالفة أما علة مفردة، أو علة أخرى، أو بعض علة، وعلى التقديرات تكون مأموراً بها مطلوبة من الشارع[1].
4 ـ وعنه أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود" [2]. هذا اللفظ دل على الأمر بمخالفتهم والنهي عن مشابهتهم، فإنه إذا نهى عن التشبه بهم في بقاء بياض الشيب، الذي ليس من فعلنا؛ فلأن ينهى عن إحداث التشبه بهم أولى[3].
5 ـ نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند غروبها، وعلل بأنه "حينئذٍ يسجد لها الكفار" [4].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومعلوم أن المؤمن لا يقصد السجود إلا لله تعالى، وأكثر الناس قد لا يعلمون أن طلوعها وغروبها بين قرني شيطان، ولا أن الكفار يسجدون لها، ثم أنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في هذا الوقت حسماً لمادة المشابهة بكل طريق"[5].
فهذه النصوص وغيرها تهدف إلى سد الذرائع؛ لأن المشابهة في الظاهر ذريعة إلى الموافقة في القصد والعمل[6]. [1] اقتضاء الصراط المستقيم (1/160-161) . [2] سنن الترمذي، كتاب اللباس، باب ما جاء في الخضاب (4/232) ، حديث (1752) ، وقال: حديث حسن صحيح، وسنن النسائي، كتاب الزينة، باب الإذن بالخضاب (8/137) ، حديث (5073) . ومسند الإمام أحمد (1/165) ، وقد أشار إلى صحته السيوطي. انظر: الجامع الصغير مع فيض القدير (4/408) ، وكذلك الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (2/512) . [3] اقتضاء الصراط المستقيم (1/176) . [4] انظر: صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب إسلام عمر بن عبسه (1/569-571) ، حديث (832) . [5] اقتضاء الصراط المستقيم (1/190-191) . [6] أعلام الموقعين لابن القيم (3/140) .