وقد يعبر عن التشبه بالتشكل والتمثل والتزيى والتحلي والتخلق، أو يختص هذا الأخير بتكلف الأخلاق والطبائع والصفات اللازمة[1].
وقال المناوي[2] شارحاً معنى (من تشبه بقوم فهو منهم) [3]. أي تزيا في ظاهره بزيهم وفي تعرفه بفعلهم وفي تخلقه بخلقهم، وسار بسيرتهم وهديهم في ملبسهم وبعض أفعالهم أي وكان التشبه بحق قد طابق فيه الظاهر والباطن.
وقال بعضهم قد يقع التشبه في أمور قلبية من الاعتقادات والإرادات، وأمور خارجية من أقوال وأفعال، قد تكون عبادات، وقد تكون عادات في نحو طعام ولباس ومسكن ونكاح واجتماع وافتراق وإقامة وركوب وغيرها[4].
قلت: يفهم من هذا أن التشبه يتضمن الاعتقادات والعبادات، والأخلاق والعادات الظاهرة.
ولكن أكثر ما يقع التشبه في الأخلاق والمظاهر البارزة والعادات، وهذه الأشياء هي التي تدل على اعتقاد الإنسان وأفكاره وما انطوت عليه نفسه، ومدى تأثره بالمجتمع الذي يعيش فيه والاتجاه الذي يسلكه.
ولقد حرص الإسلام كل الحرص في تكوين شخصية مستقلة للفرد المسلم وللمجتمع الإسلامي مستوحاة من الكتاب والسنة لإبراز ذاتيته، بحيث لا يكون المسلم أمعة يقلد بدون وعي، أو إدراك، لذا جاء النهي عن مشابهة [1] حسن التنبه فيما ورد في التشبه للغزي مخطوط رقم (1115) ،بالجامعة الإسلامية لوحة (20) . [2] هو: محمد عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي زين العابدين الحدادي، ثم المناوي القاهري، من كبار العلماء بالدين والفنون، ولد سنة (952) ، وتوفي (1031هـ) . انظر ترجمته: في البدر الطالع (1/357) ، والأعلام (6/204) . [3] سيأتي تخريجه قريباً. [4] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (6/104) .