نام کتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية نویسنده : محمود أحمد شوق جلد : 1 صفحه : 58
بالأسلوب المناسب، وإلى خطة بعينها ليؤدي بها ولي الأمر مهماته لرعاية التلميذ أو مساعدته أو تصحيح سلوكه، وإلى طريقة يتفق عليها للتواصل بانتظام بين المعلم وولي الأمر حتي يتحقق الهدف، إلى غير ذلك من الأمور التي لا ينبغي أن تكون عفوية، بل مدروسة ومعدة ومخطط لها.
وينبغي أن نشير هنا إلى أن الخطأ الشائع بين المعلمين أنهم قد يعنون بتخطيط الدروس اليومية، ولكنهم لا يعطون الأهمية المناسبة للأمور الأخرى. وهذا يعود -كما ذكرنا من قبل- إلى الفكرة الخاطئة من أن مهمة المدرسة تنحصر في تلقين المعرفة لتلاميذها. ومع التقدم التقني المعاصر الذي جعل بيئة التلميذ غنية بالجواذب التي تشد التلاميذ هنا وهناك -منها ما هو طيب ومنها ما هو سيئ- أصبحت مهمة المعلم أصعب، ليس فقط من حيث الحاجة إلى جذب التلاميذ نحو التعلم, وجعلهم يقدرون ما تقدم المدرسة إليهم من خبرات، ولكن أيضًا من حيث توجيههم وإرشادهم لمواجهة المتغيرات الجديدة في بيئتهم. والتخطيط السليم من أهم عوامل نجاح المعلم في تحمل هذه المهمات، ومن بينها المهمات الخاصة بالعمل اليومي في المدرسة.
سادسًا: التخطيط لتدريس الدرس
تختلف النظرة إلى تخطيط الدرس اليومي من معلم لآخر. فبعض المعلمين يرونه حجر الزاوية في نجاحهم. والبعض الآخر يرى أنه يقلل من مرونة عملهم، وقدرتهم على الاستجابة للمواقف المستجدة، وهناك فئة ثالثة ترى أنه إهدار للطاقة والجهد. ولكنا نعتقد أن هذا خلاف لا أساس له. إذ إن تخطيط الدرس اليومي يبعث في المعلم الثقة في النفس التي بها يستطيع الاستجابة للمواقف المستجدة بمهارة، كما أن خطة الدرس لا ينبغي أن تقولب المعلم بحيث لا يستطيع أن يتحرر من إسارها. بل ينبغي أن تكون من المرونة بما يجعل المعلم قادرًا على الاستجابة للمستجد في الموقف التدريسي، ثم متى كان الاستعداد والتهيئة للعمل لا يسهم في تجويده، إلا أن يكون استعدادًا في غير موضعه وتهيئة مغلوطة.
وتختلف خطة الدرس طولًا وقصرًا، وتفصيلًا وإجمالًا، باختلاف خبرة المعلم.
فالمعلم المبتدئ ينبغي أن يعد خطة مفصلة, يحاول فيها رسم صورة إجرائية للدرس ... أما المعلم ذو الخبرة في التدريس فإن خطة درسه تكون أقل تفصيلًا وطولًا؛ لأنه قد استفاد من خبرته في التعبير المختصر عن أفكاره؛ ولأنه قد لا يعنى بالأمور الثابتة المتكررة "الروتينية". غير أن المعلم الخبير والمعلم الجديد يستويان من حيث حاجتهما للتخطيط المفصل, عندما يواجه الأول تدريس موضوع لم يسبق له تدريسه، إذ تصبح خطة الدرس المفصلة ضرورة. وكذلك الحال بالنسبة لطالب التربية الميدانية.
نام کتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية نویسنده : محمود أحمد شوق جلد : 1 صفحه : 58