responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية نویسنده : محمود أحمد شوق    جلد : 1  صفحه : 142
وموقف المسلم من علوم الوحي هو الاستيعاب والفهم والتمثل والاتباع والتطبيق.
ومن بديع صنع الله -تبارك وتعالى- أن جعل التفكير في خلق الله والتدبير في صنعه والعمل على كشف أسراره ومكنوناته، فرض كفاية على المسلمين: قال تعالى: {فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122] .
ولم يضع الله سبحانه وتعالى قيدا على قدرة الإنسان على الإبداع والابتكار والتجديد والتحديث في أساليب حياته وطرقها، ما دام هذا يتم وفق منهج الله، وهذا الجانب المكتسب من المعرفة هو الشق الثاني من العلم وفق نظرة الدين الحنيف، وهو المخزون الخبري الذي يكشف عنه الإنسان نتيجة لتفاعله مع معطيات حياته، وما ينتقل إليه من الغير. وعليه أن يوظف هذا كله في استنباط حلول مبتكرة لما يواجه المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من مشكلات، وما يساعده على عمارة الأرض وتسخيرها لخدمة البشرية جمعاء. وهو في ذلك يعبد الله إن اتبع المنهج الذي حدد الله -تبارك وتعالى- أسسه التي أنزلها الله في علوم الوحي.
بناء على ما سبق، فإن عمارة الأرض وتسخيرها ما أودع الله فيها من ثروات وطاقات وابتغاء ما بثه -الله- فيها من رزق، وما يلزم لذلك من التعرف على سنن الكون والعلم بخواص المادة وطرق الاستفادة منها في خدمة العقيدة، ونشر حقائق الإسلام وتحقيق الخير والفلاح للناس. كل ذلك يعد عبادة يتقرب بها العلماء والباحثون إلى الله، وطاعة يثاب عليها الناظرون في الكون والمكتشفون للقوانين التي تربط بين أجزائه, والمستنبطون لوسائل تسخيرها لخير الناس ومنفعتهم.
وهكذا تلتقي علوم الشريعة مع الطب والهندسة والرياضيات والتربية وعلم النفس والاجتماع ... في أنها كلها علوم إسلامية, ما دامت داخل الإطار الإسلامي, وتتفق مع تصوره ومفهومه، ملتزمة بأحكامه، وكلها مطلوبة بقدر للمسلم العادي, ومطلوبة على مستوى التخصص لفقهاء الأمة ومجتهديها وعلمائها.
وقد ظهرت مسميات مختلفة لهذين القسمين من العلم -علوم الوحي والعلوم المكتسبة، وذلك مثل: علوم النقل وعلوم العقل, وعلوم المقصد وعلوم الوسيلة, وكتاب الله المسطور وخلق الله المنظور، إلى غير ذلك من التسميات التي لا تمس جوهر وظيفة كل قسمة فيها من البنية المعرفية للمسلم.
ومهما اختلفت التسميات، فإنه لا خلاف على أن هناك مصدرين للعلوم الإسلامية، أولهما: الوحي: وذلك في الجوانب التي يعلم الله -سبحانه وتعالى- أن

نام کتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية نویسنده : محمود أحمد شوق    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست