نام کتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية نویسنده : محمود أحمد شوق جلد : 1 صفحه : 101
الفصل الثالث: أهم خصائص التربية الإسلامية
مقدمة الفصل الثالث
...
مقدمة الفصل الثالث:
تشكل التربية الإسلامية الأساس الأول لاختيار خبرات المناهج وتنظيمها من حيث كونها تحدد نوع السلوك الذي ينبغي أن يسلكه المتعلم بعد اكتسابه لخبرات المناهج الدراسية.
تقوم التربية الإسلامية على تصور الإسلام للكون والإنسان والحياة والمعرفة؛ ولذلك فإنها ترجمة دقيقة لهذا التصور. وكل اجتهاد فيها ينبع منه مباشرة أو ينسجم معه في مجمله وتفصيله.
ولما كان التصور الإسلامي شاملًا للكون من حيث كينونته وبدايته ونهايته وما يحتويه من إنس وجن وحيوان وطير ونبات وجماد وكواكب وبحيرات وبحار وأنهار، وغير ذلك مما أودع الله فيه من خلق، فإن الإحاطة بهذا التصور في حيزنا هذا تكون مهمة صعبة المنال.
وتصور الإسلام للإنسان تصور شامل يحيط بطبيعته ومراحل نموه ووظيفته وحقوقه وواجباته نحو نفسه ونحو غيره من المسلمين أفرادًا وجماعات، ونحو المجتمع بمختلف مؤسساته بدءا بالأسرة وانتهاء بالمجتمع المسلم كله، بل والإنسانية كلها.
ونحو العلم والجهاد وأولي الأمر وفئات المجتمع الخاصة، مثل اليتامى والفقراء والمساكين وأبناء السبيل، وغير ذلك من الأمور التي تحيط بجميع شئون الإنسان في ذاته أو في غيره، لذلك فإن محاولتنا الإحاطة بهذا التصور في هذه العجالة سوف يعتريها الضعف لا محالة.
وتصور الإسلام للحياة يتسع لكل ما تحيط به الحياة الدنيا والحياة الآخرة, ولمتطلبات كل من الحياتين من اعتقاد وعبادات ومعاملات وأخلاق وحساب وجزاء, وعلاقة كل منهما بالأخرى، وموقف المسلم من كل منهما، وغير ذلك من جوانب هذا التصور. وهذا أوسع من أن نحيط به هنا إحاطة شاملة.
وكذلك الأمر بالنسبة للمعرفة، فإن الإحاطة بموقف الإسلام من جوانبها وخصائصها وأساليب اكتسابها وحدود تطبيقها في الحيز الذي بين أيدينا يكون طموحًا بعيدًا بلوغه.
ولا ينبغي أن يفهم القارئ من إشارتنا فيما سبق لكل من الكون والإنسان والحياة والمعرفة على حدة. أننا نرى أن كلا منها منفصل عن الآخر في التصور الإسلامي، بل هي متكاملة في إنسجام تام وتصالح مستمر وتفاعل متواصل، وفي هندسة بديعة من صنع الخالق المبدع، سبحانه وتعالى.
نام کتاب : الاتجاهات الحديثة في تخطيط المناهج الدراسية في ضوء التوجيهات الإسلامية نویسنده : محمود أحمد شوق جلد : 1 صفحه : 101