المطلب الثاني: تكرار الجماعة في الحرمين الشريفين
لتكرار الجماعة في الحرمين الشريفين صورتان:
الصورة الأولى:
أن يكون لكل جماعة إمام راتب مثل أن يكون لكل أهل مذهب من المذاهب الأربعة إمام راتب يصلي بأهل مذهبه، ويذكر بأن هذا كان موجوداً في الحرمين الشريفين وقد ظهر ذلك في حوالي المائة السابعة [1] ، وقيل: في المائة السادسة [2] ، ولم يكن قبل ذلك حتى إذا كان زمن موحد الجزيرة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود جمع المصلين على إمام واحد وهو عمل جليل يذكر فيشكر [3] .
فهذه الصورة اختلف العلماء - رَحِمَهُمُ اللهُ - فيها هل هي من باب إعادة الجماعة بعد الإمام الراتب، ويكون الإمام الراتب من يصلي في مقام إبراهيم وهو الأول، ومن بعده حكمه حكم إعادة الجماعة بعد الإمام الراتب أو أشد من ذلك في الكراهة بل رُبَّمَا انتهى إلى المنع، أو أنّ صلاتهم جائزة لا كراهة فيها ومقاماتهم كمساجد متعددة؟ ولهم في ذلك قولان: [1] ينظر: مواهب الجليل 2/438. [2] ينظر: رد المحتار 2/289 حيث نقل عن العلامة الشيخ رحمة الله السندي تلميذ المحقق ابن الهمام عن بعض مشايخ الحنفية إنكاره صريحاً حين حضر الموسم بمكة سنة 551 ?، ومواهب الجليل 2/438. [3] الأحكام الفقهية المتعلقة بالمدينة النبوية ص100 نقلاً عن الشيخ أحمد شاكر- يَرْحَمَهُ اللهُ.