الفصل الثاني: إدراك الجماعة
المبحث الأول: ماتدرك به الجماعه المطلب الأول: إدراك فضيلة الجماعة
...
الفصل الثاني: إدراك الجماعة
وفيه تمهيد وثلاثة مباحث:
التمهيد
* المسألة الأولى: فضل إدراك التكبيرة الأولى مع الإمام:
ينبغي للمسلم أن يبادر إلى فعل الخير، وأن لايشتغل عنه بأهل ولا مال فإن الإنسان إنَّما خلق ووجد في هذه الدنيا لعبادة الله - عَزَّ وَجَلَّ - يقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [1] فإذا كان هذا الخير هو الصلاة فالمسارعة إليه أولى وأحرى.
وقد جاء في فضل إدراك التكبيرة الأولى مع الإمام ما روى أنس - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النَّار وبراءة من النفاق" [2] . [1] الآية (56) من سورة الذاريات. [2] أخرجه الترمذي في سننه كتاب الصلاة باب ما جاء في فضل التكبيرة الأولى حديث رقم 241 ج2/7، وقال أبو عيسى: وقد روى هذا الحديث عن أنس موقوفاً، ولا أعلم أحداً رفعه إلاَّ ما روى مسلم بن قتيبة عن طعمة بن عمرو عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس، وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 1/528، والبيهقي في شعب الإيمان 3/62، وذكر الدارقطني في العلل 2/118 الاختلاف فيه وضعفه، وله طرق أخرى أوردها ابن الجوزي في العلل من حديث بكر بن أحمد الواسطي عن يعقوب بن تحية عن يزيد بن هارون عن حميد عن أنس وقال: هذا حديث لا يصح. العلل المتناهية 1/432.
وأورد الحافظ في التلخيص الحبير 2/27 طرقه وبين أنها كله ضعيفة.
وقال في تحفة المحتاج 11/438: ((هذا من فضائل الأعمال فيتسامح فيه)) .
ونقل الحطاب في مواهب الجليل اتفاق الفقهاء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال 1/25.