ذكره له، وربما خرجت روحه، وهو يلهج به”[1].
وقال ابن كثير: “وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقداً، وظاهره عملاً، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينْزل به الموت قبل التوبة”[2]، فيجب على كل مسلم أن ينَزه نفسه عن المعاصي وأن يبتعد عن الكبائر وأن يحذر من التسويف بالتوبة، بل يسارع إليها، فالتوبة تجب ما قبلها.
4- العدول عن الاستقامة؛ فإن من كان مستقيماً على شرع الله تعالى ثم تحول عنه، وحصل منه مخالفات ووقوع في المحرمات فإنه معرض لسوء الخاتمة والعياذ بالله، كبلعام بن باعورا، الذي آتاه الله آياته فانسلخ بإخلاده إلى الدنيا واتبع هواه وكان من الغاوين، وكبرصيصا العابد الذي قال له الشيطان اكفر فلما كفر، قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} فإن الشيطان أغراه على الكفر، فلما كفر تبرأ منه مخافة أن يشاركه في العذاب ولم ينفعه ذلك[3]، كما قال تعالى {فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} [4]. [1] طريق الهجرتين وباب السعادتين ص308، وانظر كتاب الكبائر للذهبي ص91. [2] البداية والنهاية 9/170. [3] انظر يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار ص212 وانظر تفسير القرآن العظيم 4/341 وللاستزادة ينظر مختصر منهاج القاصدين ص338، 340 والتذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة 1/72، 73. [4] سورة الحشر، الآية 17.