عين الناظر في دار المسلم بغير إذنه، كما جاء في الحديث ”من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم حل لهم أن يفقؤوا عينه” [1]، وعلى فرض أنه عرفه فلا دليل على مشروعية القصاص بين الملائكة والبشر، ولا دليل على أن ملك الموت طلب القصاص من موسى فلم يقتص له، ثم رد الله عين ملك الموت ليعلم موسى أنه جاءه من عند الله فلهذا استسلم حينئذ[2].
ونقل النووي أنه لا يمتنع أن يأذن الله لموسى في هذه اللطمة امتحاناً للملطوم[3].
وقال ابن حجر: “وقال غيره [أي غير النووي] : إنما لطمه؛ لأنه جاء لقبض روحه من قبل أن يخيره، لما ثبت أنه لم يقبض نبي حتى يخير، فلهذا لما خيره في المرة الثانية أذعن، قيل: وهذا أولى الأقوال بالصواب، وفيه نظر؛ لأنه يعود أصل السؤال، فيقال: لم أقدم ملك الموت على قبض نبي الله وأخل بالشرط؟ فيعود الجواب أن ذلك وقع امتحاناً، وزعم بعضهم أن معنى قوله (فقأ عينه) أي أبطل حجته، وهو مردود بقوله في نفس الحديث (فرد الله عينه) ، وبقوله (لطمه وصكّه) وغير ذلك من قرائن السياق ... ، ورد الله إلى ملك الموت عينه البشرية؛ ليرجع إلى موسى على كمال الصورة، فيكون ذلك أقوى في اعتباره”[4].
وكذا ذكر المناوي ت1031هـ أن موسى عليه السلام لطم موسى عليه الصلاة والسلام لما جاءه؛ لكونه لم يخير قبل ذلك[5]. [1] رواه مسلم، في كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره ح2158. [2] انظر شرح السنة 5/266، 267، وفتح الباري 6/442 وسنن النسائي بشرح السيوطي 4/118، 119 وصحيح مسلم بشرح النووي 15/129، والبداية والنهاية 1/296. [3] انظر صحيح مسلم بشرح النووي 15/129. [4] فتح الباري شرح صحيح البخاري 6/442، 443. [5] انظر فيض القدير شرح الجامع الصغير 5/501.