responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الموسوعة الفقهية الكويتية نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 43  صفحه : 95
الْوَصْل [1] .
وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُول: أَشَدُّ الأَْعْمَال قِيَامُ اللَّيْل بِالْمُدَاوَمَةِ عَلَى ذَلِكَ، وَمُدَاوَمَةُ الأَْوْرَادِ مِنْ أَخْلاَقِ الْمُؤْمِنِينَ وَطَرَائِقِ الْعَابِدِينَ، وَهِيَ مَزِيدُ الإِْيمَانِ وَعَلاَمَةُ الإِْيقَانِ [2] ، " وَلَمَّا سُئِلَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا عَنْ عَمَل رَسُول اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَتْ: كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً [3] .
وَوَرَدَ أَيْضًا مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَل عِبَادَةً ثُمَّ تَرَكَهَا مَلاَلَةً مَقَتَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل [4] ، وَقَال اللَّهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} {وَمِنَ اللَّيْل فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً [5] } فَهَذَا وَنَحْوُهُ يَدُل عَلَى أَنَّ الطَّرِيقَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى

[1] إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين 5 / 178 ط دار الفكر، وانظر إحياء علوم الدين [1] / 308 ـ 309 ط دار الفكر العربي، وشرح عين العلم وزين الحلم [1] / 116.
[2] قوت القلوب في معاملة المحبوب لأبي طالب المكي [1] / 179 ط دار صادر بيروت.
[3] حديث: " لما سئلت عائشة عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم " أخرجه البخاري (فتح الباري 11 / 29) ومسلم ([1] / 541) .
[4] حديث: " من عبد الله عز وجل عبادة. . " قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء بهامش الإحياء ([1] / 205 ـ ط المعرفة) رواه ابن السني في رياضة المتعبدين موقوفا على عائشة.
[5] سورة الإنسان / 25 - 26.
أَنَّ الْخَيْرَ وَالْفَضْل إِنَّمَا هُوَ فِي اتِّبَاعِ الْمَأْثُورِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. (1)
مُدَاوَمَةُ الأَْوْرَادِ:
11 - الأَْصْل فِي الأَْوْرَادِ فِي حَقِّ كُل صِنْفٍ مِنَ النَّاسِ الْمُدَاوَمَةُ، فَإِنَّ الْمُرَادَ مِنْهَا تَغْيِيرُ صِفَاتِ الْبَاطِنِ الْمَذْمُومَةِ بِالْمَحْمُودَةِ وَتَهْذِيبُ الظَّاهِرِ بِأَنْوَارِ الشَّرِيعَةِ، وَآحَادُ الأَْعْمَال يَقِل آثَارُهُ، بَل لاَ يُحَسُّ لَهُ بِأَثَرٍ، وَإِنَّمَا تَرْتِيبُ الآْثَارِ عَلَى الْمَجْمُوعِ، فَإِذَا لَمْ يُعْقِبِ الْعَمَل الْوَاحِدُ أَثَرًا مَحْسُوسًا، وَلَمْ يُرْدِفْ بِثَانٍ وَلاَ ثَالِثٍ عَلَى الْقُرْبِ انْمَحَى أَثَرُ الأَْوَّل سَرِيعًا، فَلَوْ بَالَغَ لَيْلَةً فِي التَّكْرَارِ بِإِعْمَال الْهِمَّةِ وَالشَّوْقِ، وَتَرَكَ شَهْرًا أَوْ أُسْبُوعًا، ثُمَّ عَادَ وَبَالَغَ لَيْلَةً لَمْ يُؤَثِّرْ هَذَا فِيهِ تَأْثِيرًا نَافِعًا، وَلَوْ وَزَّعَ ذَلِكَ الْقَدْرَ عَلَى اللَّيَالِي الْمُتَوَاصِلَةِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ لأََثَّرَ فِيهِ، وَلِهَذَا السِّرِّ قَال النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: أَحَبُّ الأَْعْمَال إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَل " [2] لأَِنَّ النَّفْسَ تَأْلَفُ الْعَمَل الْمُدَاوَمَ عَلَيْهِ، فَيَدُومُ بِسَبَبِهَا الإِْقْبَال عَلَى الْحَقِّ، وَلأَِنَّ تَارِكَ الْعَمَل بَعْدَ الْمَشْرُوعِ كَالْمُعْرِضِ بَعْدَ

[1] الفتوحات الربانية 1 / 17.
[2] حديث: " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. . " أخرجه البخاري (فتح الباري 11 / 294) ومسلم (1 / 541) من حديث عائشة، واللفظ لمسلم.
نام کتاب : الموسوعة الفقهية الكويتية نویسنده : مجموعة من المؤلفين    جلد : 43  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست