نام کتاب : إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 184
(و) سادسها (اعتدال) ولو في نفل، على المعتمد.
ويتحقق (بعود) بعد الركوع (لبدء) بأن يعود لما كان عليه قبل ركوعه، قائما كان أو قاعدا.
ولو شك في إتمامه عاد إليه غير المأموم فورا وجوبا وإلا بطلت صلاته.
والمأموم يأتي بركعة بعد سلام إمامه.
(ويسن أن يقول في رفعه) من الركوع (سمع الله لمن حمده) أي تقبل منه حمده، والجهر به لامام ومبلغ لانه ذكر انتقال.
(و) أن يقول (بعد انتصاب) للاعتدال: (ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شئ بعد) أي بعدهما، كالكرسي والعرش.
وملء بالرفع صفة، وبالنصب حال.
أي مالئا بتقدير كونه جسما، وأن يزيد من مر: أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، وكلنا لك
ـــــــــــــــــــــــــــــ
لا يجوز له أن ينتصب إلى حد الركوع فقط.
قال في التحفة: وإنما لم يحسب هويه عن الركوع لأنه صرف هويه المستحق للركوع إلى أجنبي عنه في الجملة، إذ لا يلزم من السجود من قيام وجود هوى الركوع.
اه بتصرف.
(قوله: وسادسها)
أي أركان الصلاة.
(قوله: اعتدال) أي لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ثم ارفع حتى تعتدل قائما.
(قوله: ولو في نفل، على المعتمد) مقابله يقول: لا يجب الاعتدال في النافلة.
ومثله فيها الجلوس بين السجدتين.
(قوله: ويتحقق) أي الاعتدال شرعا بما ذكر، أما لغة: فهو الاستقامة والمماثلة ونحوهما.
(قوله: بأن يعود إلخ) تصوير لعوده لبدء وقوله: لما كان عليه قبل ركوعه يؤخذ منه أنه لو صلى نفلا قاعدا مع القدرة، فركع وهو قائم واعتدل وهو جالس، لم يكف لأنه لم يعد لما كان عليه قبل.
(قوله: قائما كان أو قاعدا) الأولى أن يقول بدله: من قيام أو قعود.
ويكون بيانا لما.
(قوله: ولو شك في إتمامه) أي الاعتدال، أي بأن شك بعد السجود هل اطمأن فيه أم لا؟ فيجب عليه حينئذ العود.
حالا.
(قوله: والمأموم الخ) محترز قوله غير المأموم.
(قوله: أي تقبل منه حمده) فالمراد سمعه سماع قبول لا رد، ويكون بمعنى الدعاء، كأنه قيل: اللهم تقبل حمدنا.
فاندفع ما يقال أن سماع الله مقطوع به فلا فائدة في الإخبار به.
اه بجيرمي.
(وقوله: والجهر به) أي ويسن الجهر بسمع الله لمن حمده، لكن بالشرط السابق، وهو نية الذكر وحده أو مع الإسماع.
(قوله: ومبلغ) أي احتيج إليه، كما مر.
(قوله: لأنه) أي ما ذكر من سمع الله إلخ.
وقوله: ذكر انتقال أي وهو يسن فيه الجهر لمن ذكر.
(قوله: وإن يقول الخ) أي ويسن أن يقول بعد انتصاب: ربنا لك الحمد.
وهو أفضل الصيغ.
ويندب أن يزيد: حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، لما روي عن رفاعة بن رافع قال: كنا نصلي وراء النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما رفع رأسه من الركعة قال: سمع الله لمن حمده.
فقال رجل وراءه: ربنا لك الحمد، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.
فلما انصرف قال: من المتكلم آنفا؟ قال: أنا.
قال: رأيت بضعة وثلاثين يبتدرونها أيهم يكتبها أول.
وفي رواية: يتسابق إليها ثلاثون ملكا يكتبون ثوابها لقائلها.
(قوله: وملء ما شئت من شئ بعد) أي وملء شئ شئت أن تملأه بعد السموات والأرض، أي غيرهما.
وقوله: كالكرسي والعرش تمثيل له.
وقد ورد أن: السموات بالنسبة للكرسي كحلقة ملقاة في أرض فلاة، وكذا كل سماء بالنسبة للأخرى.
(قوله: وملء بالرفع صفة) أي للحمد.
يصح أن يكون خبر مبتدأ محذوف.
وقوله: وملء بالنصب حال أي من الحمد أيضا.
وفيه أنه معرفة، والحال لا تكون إلا نكرة غالبا.
وأيضا ملء مصدر، ومجيئه حالا سماعي.
(قوله: أي مالئا) التفسير به على أنه حال وعلى أنه صفة، يقال: مالئ بالرفع.
(قوله: بتقدير كونه حسما) هذا جواب عما يقال: الحمد من المعاني، فكيف يكون مالئا للسموات والأرض؟ وحاصل الجواب أنه يقدر كونه جسما.
قال القليوبي: أي من نور.
كما أن السيآت تقدر جسما من ظلمة.
ولا بد من ذلك التقدير على أنه صفة أيضا.
اه.
والمعنى عليه: نثني عليك ثناء لو كان مجسما لملأ السموات والأرض وما بعدهما.
(قوله: وأن يزيد من مر) أي المنفرد وإمام قوم
محصورين.
(قوله: أهل الثناء والمجد) أي يا أهل المدح والعظمة، فهو منصوب على النداء.
ويصح أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف، أي أنت أهل الثناء والمجد.
(قوله: أحق ما قال العبد) هو مبتدأ خبره قوله: لا مانع لما أعطيت.
وجملة: وكلنا لك عبد، اعتراضية.
قال في النهاية: ويحتمل، كما قاله ابن الصلاح، كون أحق خبرا لما قبله وهو ربنا
نام کتاب : إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين نویسنده : البكري الدمياطي جلد : 1 صفحه : 184