responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهاية السول شرح منهاج الوصول نویسنده : الإسنوي    جلد : 1  صفحه : 233
وقال أبو عبدة وأبو عمرو: وإنه كثير شعر الوجه وأما أخصم فإنه من باب المغالبة فنقول: خاصمته فخصمته بكسر الصاد أي: غلبته في الخصومة، قال الجوهري: وهو شاذ فإن قياسه الضم إذا لم تكن عينه حرف حلق تقول: صارعته فصرعته أصرعه بضم الراء. واعترض ما لا يعقل خاصة؛ لهذا نقل الآمدي أنه -عليه الصلاة والسلام- قال له: "ما أجهلك بلغة قومك, ما لما لا يعقل" وحينئذ فلا يكون إنزال قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ} الآية للتخصيص بل لزيادة بيان جهل المعترض. الثاني: سلمنا أنها تتناولهم لكنهم مخصوصون بالعقل فإن العقل قاضٍ بأنه لا يجوز تعذيب أحد بجريمة صادرة من غيره لم يدع إليها، وهذا الدليل كان حاضرا في عقولهم حالة الخطاب، ثم نزلت الآية تأكيدا له، وأجاب المصنف عن الأول بما أجاب به الإمام وهو أن ما تعم العقلاء وغيرهم بدليل إطلاقها على الله تعالى في قوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} [الشمس: [4]] وهذا الجواب باطل؛ لأنه إن أراد الإطلاق بالمجازي فمسلم، لكن لا بد في الحمل عليه من قرينة ترشد إليه كالقرينة في قوله: {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} وأما تكلف الحمل على المجاز بلا قرينة ليستدل به على الخصم كما صنع في قوله: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ} فباطل بالاتفاق، وإن أراد الإطلاق الحقيقي فهو مذهب مشهور ذهب إليه أبو عبيدة[1] وابن درستويه[2] ومكي بن أبي طالب[3] وكذا ابن خروف[4] ونقله عن سيبويه[5] لكنه مناقض لما ذكره في أوائل العموم، ومخالف لمذهب الجمهور على أن في قوله تعالى: {وَمَا بَنَاهَا} تخاريج معروفة عند أهل العربية، وأجاب على الثاني بأن العقل إنما يخيل ترك تعذيبهم لعبادة الكفرة لهم, إذا علم بالعقل أيضا عدم رضاهم

[1] معمر بن المثنى التيمي بالولاء، البصري أبو عبيدة النحوي, من أئمة العلم بالأدب واللغة، ومولده ووفاته بالبصرة, من كتبه: مجاز القرآن ومآثر العرب والمثالب وغيرها، توفي سنة "209هـ" ""الأعلام 7/ 272".
[2] ابن درستويه: عبد الله بن جعفر بن محمد بن درستويه بن المرزبان, أبو محمد من علماء اللغة، فارسي الأصل، اشتهر وتوفي ببغداد, له تصحيح الفصيح والإرشاد ومعاني الشعر وغيرها. توفي سنة "347هـ" "الأعلام 4/ 76".
[3] مكي بن أبي طالب حموش بن محمد بن مختار الأندلسي القيسي أبو محمد، مقرئ عالم بالتفسير والعربية من أهل القيروان, ولد فيها وطاف في بلاد المشرق وعاد إلى بلده، له مشكل إعراب القرآن, والكشف عن وجوه القراءات وعللها, والهداية إلى بلوغ النهاية, وغيرها. توفي سنة "437هـ"، "الأعلام 7/ 286".
[4] ابن خروف: علي بن محمد بن علي بن محمد الحضرمي، أبو الحسن، عالم بالعربية، أندلسي نسبته إلى حضرموت، ولعل أصله منها, له شرح كتاب سيبويه، وشرح الجمل للزجاجي, وغيرهما، توفي سنة "609هـ"، "الأعلام 4/ 330".
[5] سيبويه: عمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي بالولاء، أبو البشر, إمام النحاة وأول من بسط علم النحو، ولد في إحدى قرى شيراز وقدم البصرة، فلزم الخليل بن أحمد ففاقه، وصنف الكتاب في النحو، توفي سنة 180هـ "الأعلام 5/ 81".
نام کتاب : نهاية السول شرح منهاج الوصول نویسنده : الإسنوي    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست