نام کتاب : تاريخ التشريع الإسلامي نویسنده : القطان، مناع بن خليل جلد : 1 صفحه : 244
هاجر إلا متخفيا إلا عمر بن الخطاب؛ فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهما، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعا، ثم أتى المقام فصلى، ثم خرج على القول فقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تشكله أمه، وييتم ولده، وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي، فما تبعه أحد من المشركين".
وشخصية عمر شخصية متعددة الجوانب، وأهم جوانبها التي تتصل بموضوعنا عبقريته في حصافة الرأي وبعد النظر، ودقة الفهم؛ فقد كان رأيه الصائب سهما من سهام الحق، يقع على المرمى فيصيب الحجة، وحسبك دليلا على ذلك موافقته التي سبقت الإشارة إليها؛ فقد روى الثقات أن عمر بن الخطاب قال: وافقت ربي في ثلاث -أو وافقني ربي- في ثلاث: قلت يا رسول الله ... لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فنزلت: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [1]، وقلت يا رسول الله ... يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب. قال: وبلغني معاتبة النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه، فدخلت عليهن فقلت: إن انتهين أو ليبدلن الله رسوله خيرا منكن، حتى أتت إحدى نسائه فقالت: يا عمر ... أما في رسول الله ما يعظ النساء حتى تعظهن أنت؟ فأنزل الله {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ} [2] الآية.
رواه البخاري، وروى قريبا منه مسلم.
وروي أن الرسول صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه في أسرى بدر فأشار عمر بضرب أعناقهم وأشار أبو بكر بالعفو والفداء، فعفا عنهم، وقبل منهم الفداء، فأنزل الله: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} [3]. الآيات.
وعن ابن عباس قال: سمعت عمر يقول: لما توفي عبد الله بن أبي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة عليه، فلما وقت قلت: أعلى عدو الله. [1] البقرة: 125. [2] التحريم: 5. [3] الأنفال: 67.
نام کتاب : تاريخ التشريع الإسلامي نویسنده : القطان، مناع بن خليل جلد : 1 صفحه : 244