جمعت لباب العلم من أبوابه
...
وأراحت الألباب من كل الفضول
لم ينح نحو الشاطبي مؤلف
...
فيما رأينا من تآليف الفحول
منهم مخل بالمراد ومسهب
...
والشاطبي أتى بما يشفي الغليل
كم ألف العلما وفند قولهم
...
والشاطبي مصدق فيما يقول
نقد المسائل غثها وسمينها
...
فجنا السمين ورد ما يحكمى بقيل
آثاره في الكون مشرقة وهل
...
يحتاج ضوء الزبرقان إلى دليل
ذاك ابن أندلس وخدن[2] علومها ... في كل مسألة له باع طويل
غرناطة الغراء ما أنفكت عليْـ ... ـه حزينة والغرب من ذاك القبيل
إن غاب قطب زمانه فعلومه ... منبثة في الناس جيلًا بعد جيل
ورد المناهل صفوها حتى ارتوى ... فغدا يؤلف في الفروع وفي الأصول
لا سيما هذا الكتاب المقتنى ... في طيه غرر المسائل والفصول
بمقدمات زان حلية صدره ... وبنى مقاصده على أصل أصيل
يغنى اللبيب بعلمه عن غيره ... وبما تمس إليه حاجته كفيل
قد سد أبواب اعتراض بالتحر ... ي في كتابته فمن أين الدخول
فعلامَ يعترض الممتنع طرفه ... أعلى كلامٍ أم على شيخ جليل
فالوصف والموصوف كل منهما ... في ذاته فرد فليس له مثيل
هذا كتاب لا محالة يقتنى ... فخذوه بالثمن الكثير أو القليل
فعدولكم عن مثل هذا آفة ... ولمثلكم لا ينبغى عنه العدول
سمح الزمان به ولم يبخل على ... من ظن أن وجود هذا يستحيل
لم يأت إلا ناسخًا فكأنه ... وحي أتى يومًا بواسطة الرسول
أجدى بطبع فائق نفعًا فما ... لذوي النهي إلا التلقي بالقبول
1 القمر. [2] أي: سرها.