نام کتاب : القطعية من الأدلة الأربعة نویسنده : دكوري، محمد جلد : 1 صفحه : 455
ومثَّل له بقوله تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} [1]، قال ابن كثير في تفسيرها: " {حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ} أي في هدايته تعالى لمن هداه وإضلاله لمن أضله ... وهذه الآية كقوله تعالى: {قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} 23.
واعتُرض على الزركشي في ذلك بأن الكلام في هذه الآية بعيد عن التعليل، إذ ليس فيها حكم حتى يعلل بلفظ الحكمة، وإنما فيها ذكر حال المنكرين وعاقبتهم ثم وصف ذلك بأنه حكمة قد بلغت غايتها، إلا أن يكون مراد الزركشي مما ذكر أن لفظ (الحكمة) إذا ورد في مقام التعليل فإنه يكون من الطرق القطعية على العلية لا أنه في الآية للتعليل[4].
ولعل فيما ذكره الزركشي في كتابه (البرهان في علوم القرآن) ما يبين ما [1] سورة القمر (4، 5) .
2 سورة الأنعام (149) ، وتقدم (صخطأ! الإشارة المرجعية غير معرّفة.) عن الطبري القرطبي - رحمة الله عليهما - أن الحجة البالغة هي القاطعة للعذر.
3 تفسير ابن كثير 4/282، وذكر كثير من المفسرين أن المراد بالحكمة القرآن الكريم أي هذا القرآن حكمة بالغة فهو يشتمل من الحكمة البالغة غايتها ليس فيه نقص ولا خلل، وقيل ويحتمل أن يكون المراد إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم والإنذار به أو الساعة المقتربة والآية الدالة عليها. انظر تفسير الطبري 27/53 وتفسير القرطبي17/128 والتفسير الكبير للرازي 29/32 فتح القدير للشوكاني 5/121 المفردات للراغب ص182. [4] انظر تعليل الأحكام لمحمد مصطفى شلبي ص158 ومباحث العلة في القياس عند الأصوليين ص348-349.
نام کتاب : القطعية من الأدلة الأربعة نویسنده : دكوري، محمد جلد : 1 صفحه : 455